نقش شعري على يد الطفولة المرتعشة في بلاد الشام..
كبير وإن كان طفلا صغيرا - -لأن الشهيد يظل كبيرا
لقد صار حمزة رمزا جميلا - - وجلاده صار رمزا حقيرا
وأمسى على الظالمين جحيما - - سيشوي الوجوه ويشوي الصدورا
أرى حمزة اليوم وجها مضيئا - - وأسمع منه سؤالا خطيرا
؟أترعى الطفولة في كل أرض - - وفي الشام تلقى العدو المبيرا
أرى الشام ترسم لوحة حب - - لحمزة، تذرف دمعا غزيرا

السبت، 10 مارس 2012

يومي الاخير :



كان احساس فضيع هنا في هذه الزنزانه الموحشة الموت يقترب شيئا فشيئا وها أنا أفتح عيناي ,اني ادرك ذلك نعم لقد فتحت عيني ولكن حدة الظلام لم يتغير وحدة الظلام صاحبي ومرتعي وعالمي ما زال هو الليل معتماً لا أثر لنور مازال هو الليل قذراً موحشاً ، اني أسمع صرير الماء و طقطقات الحيطان و أشم روائح غريبه ومقززه لا ادرك ما هيتها حتى الآن ، حاولت ان انهض ولكن من يساعدني فيدي ثقيلتان وجسدي مخدر كل شيء مخدر من حولي كل شيء مشوش حتى افكاري, ما زلت لا اعلم اين أنا وماذا حل بي ، لا أشعر الا ببرودة الارض اللاسعه و الرطوبة الخانقه , حاولت ان  اصرخ ولكني لم اسمع سوى صوت نفسي ثم عدت َُ في سبات عميق وكأن الشمس غطتني رأيت يدا تمد لي لتمسح على جبيني وتكلمي بحنية أمي 

امي آه يا امي لماذا ذهبتي وتركتني وحيدا فقد اشتقتُ اليكِ ، كنت اهمس همساً وكأني أخاف من ان يسمعني احد 
سمعت صوتها ترد علي وتواسيني في وحدتي وتشجعني : يا بني أنت الان في رحله الى الله تشجع ولا تيأس من رحمته .

ابتعدت اليد شيئا فشيئا ولكن بقي ذاك الدفء الرباني , نهضت فجأة و أنا اصرخ وطني ارضي عرضي , في ذاك الوقت ادركت بأنني في تلك الزنزانه في هذة الحفرة التي اعدت خصيصاً ليموت المعتقلين ولا يموتون ,حاولت ان اصفي ذهني لعلي اسمع صوت أمي لعلي أشعر بأحد الى جانبي ولكن كل ما سمعته اصوات الاقدام المتواتره بشكل منظم اقدام العساكر اقدام الانسان المفرغ من انسانيته ، كل خطوه توقظ في ذاكرتي مرارة الالم والقهر والذل و تشعل معها بداية الالم الفضيع في جسدي حتى سقطت ارضا لشدة الالم وبعد ان سقطت ، سقطت قطرة دم على عيني لتحرقها فوقتها ادركت اني انزف ولكني لم استطيع ان اعرف هل رأسي وحده من ينزف ؟ ام الجسد كله يتألم وينزف لبعضه .

ولكن الالم الروحي كان اكبر من تألم هذا الجسد الفاني , آآه يا نفسي اين انسانيتي اين كرامتي لم اكن غير قطعة لا تساوى شيء ضربوني اغتصبوا عقلي وكرامتي اعدموا وطني استرخصوا حياتي. اين الوطن ؟ لما لا ينقذني كما كنت انقذه ؟ هل الوطن في داخلنا ام هو من نعيش فيه هل حقا هو من يعيش فينا ؟ اين انت يا وطني ؟ ما انت ؟ هل انت انثى اعود اليها لأؤنس وحدتي؟ ام انت بيت يأويني؟ ام شجرةا استظل تحتها؟هل وطني بارودتي؟ ام وطني غصن الزيتون؟ 


o                                                                فيا وطني لو كنت انت الارض التي نعيش عليها فهذه

الارض سلبوها ولن يعيدوها , وان كنت انثى فهذه الانث اغتصبوها وقتلوا عذريتها , والبيت هدموه فوق اصحابه والشجرة قطعوها و ووضعوا مكانها لافته تقول هنا كانت فلسطين اما بارودتي فيا وطني الحبيب الباروده خطفت مني مع اول ورقة سلام وغصن الزيتون اطلق عليه الرصاص فسقط جثة هامده , فماذا تكون يا وطني ؟ 
فأغمضت عيني على امل ان احلم بوطني ، اغلقت هذه العينين ولم تفتح ابدا وكأنها وجدت وطنها بالفعل .

بقلم : هبه شطاره 
           صديقه عزيزه  



ليست هناك تعليقات: