نقش شعري على يد الطفولة المرتعشة في بلاد الشام..
كبير وإن كان طفلا صغيرا - -لأن الشهيد يظل كبيرا
لقد صار حمزة رمزا جميلا - - وجلاده صار رمزا حقيرا
وأمسى على الظالمين جحيما - - سيشوي الوجوه ويشوي الصدورا
أرى حمزة اليوم وجها مضيئا - - وأسمع منه سؤالا خطيرا
؟أترعى الطفولة في كل أرض - - وفي الشام تلقى العدو المبيرا
أرى الشام ترسم لوحة حب - - لحمزة، تذرف دمعا غزيرا

الأربعاء، 19 ديسمبر 2012



تصفحتُ الأوراق كطفلٍ جائع حصل لتوه على رغيف خبزٍ شهي , كم هو 
محرم ٌرغيف الخبزِ في يومنا هذا ...!!

فما زلتُ أذكركِ و أذكر روائحنا . آآه يا صغيرة كم كنتُ أعشقُ رائحتكِ , كانت تذكرني بزقاقنا المليءِ بالياسمين .. كان المطرُ قد بدأ بالهطول فنظرتُ الى الزجاج المقابل وتنهدتِ وذبلت عيناكِ كما طفلٌ صغير ينتوي البكاء , نظرتُ في عينيكِ وقلت لكِ : أنتِ تعلمين أي جنون يبعثُ المطر؟!! فكان ردكِ متنهدة : ليس من الضروري أن أعشق المطر لأجلك ولكن من الواجب علي أن أعيش لحظاته معك ومن واجبك أيضا أن تعيش لحظات الحزن التي تعتريني فور هطول المطر !! 
ضحكتُ ضحكة صغيرة ووضعتُ يدي على معصمك امسدهُ بحنانٍ وكأنني أمسدُ على قلبكِ الحزين لأوقفهُ عن البكاء .. كانت كلماتكِ كالبكاء ترمين فيها كل حزنكِ المنبثق من أعماق أعماقك .
خطفتني الأمطار للحظاتٍ منكِ رحتُ أنظرها بصمت , و أنتِ تناظرين عيني بالصمت نفسه .. وتكتبين على ورقٍ قد إصطف أمامك مستسلما , تخطين حروفا ذات نغمٍ حزين ,, أطلبُ منكِ أن اقرأها فتزيحينها من أمامي بأستحياء وأنتِ تقولين : القدرُ من سيحدد إن كنت ستقرأ كلماتي يوما ما !!
-
أي قدرٍ هذا يا حبيبتي ؟ هو إفتراقنا اذا؟؟
-
إذا لا تطلب أن تقرأ !!

اليوم يا صغيرة أجلسُ على نفس الطاولة وأمامي زجاجٌ يبكي المطر , أتصفحُ كتابا لكِ , الحروفُ لا ترحم حروفكِ من نارٍ تارة وكالعروس الجميلة تارة اخرى تحاكي زمانا كان زماننا ,, ترسمين لقاءاتنا في الماضي بين السطور , تكتبين إسمي بخفاء .. تحاوريني تشتاطين غضبا بوجهي تبكين على كتفي تارة و ترقصين أمامي تارة اخرى .

يا صغيرة من أين لكِ بحروف الحب هذه ؟ يسألونك , فتجيبين من من علمني كيف أحب !! 
رحتِ ترسمين بحروفك سكة الحديدِ تلك , رسمناها سويا في مخيلتنا فرحتِ تنطقيها حروفا فوق ورق , مالكِ ترسمينها و رفاتنا فوقها؟ سكتنا لمستقبلنا قد نسفتها الأحلام فلم تبقى فوقها سوى جثتانا تُركت في مكانها على عجل . "أحلامُنا عشناها وما لمسناها " هنا على حروفكِ هذه بكى قلبي , أدركتُ بأني علقتُ في حُلمٍ غادرته أنتِ وكأنكِ فضلتِ كتابة الجملِ على عيشها ؟!!
أقفُ بين صفوف المعجبين وأصفق لكِ بحرارة و أمثلُ على الجميع جهلي بأشخاصٍ مثلتهم أنتِ على ورق .... كم كانوا يشبهوننا في ليلٍ ماطر !! كم كنا نشتهي أن نكمل الطريق!! يا صغيرة تركتني وسرتِ في موكبٍ كنتِ انتِ فيه النجمة وكانوا هم المغتالين .. بكيتُ فستانك الأبيض كقلبك والآن أبكي حروفا ذهبية تمثلني وتمثلك أنتِ لا غيرك ....!!


ليست هناك تعليقات: