نقش شعري على يد الطفولة المرتعشة في بلاد الشام..
كبير وإن كان طفلا صغيرا - -لأن الشهيد يظل كبيرا
لقد صار حمزة رمزا جميلا - - وجلاده صار رمزا حقيرا
وأمسى على الظالمين جحيما - - سيشوي الوجوه ويشوي الصدورا
أرى حمزة اليوم وجها مضيئا - - وأسمع منه سؤالا خطيرا
؟أترعى الطفولة في كل أرض - - وفي الشام تلقى العدو المبيرا
أرى الشام ترسم لوحة حب - - لحمزة، تذرف دمعا غزيرا

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012





... يحتفل العالم في اليوم العالمي لحقوق الإنسان و الكل يتنافس على إثبات الإنسانية المتصنعة، التي تخبىء تحت قناعها أنياب القتل و الفتك بالأعراض .يتخذونها عنوانًا لتآمرهم على الضعفاء .

في هذا اليوم نجدهم يتسمون بصفات الإنسانية و يحاولون إظهارها في أبهى صورة تناسبهم, كذاك الرجل الذي يهرع لتحقيق أرباحه من خلال بيع الأسلحة في كل بقعة منكوبة بالحروب الأهلية ...و ذاك الذي يرمي بأولادِ الزقاق في أكثر الأحياء فقرًا ينثر على أجسادهم طحين الحقد الذي يأخذ من أرواحهم الكثير .. في هذا اليوم نجد رؤساء العالم فجأة وقد أصبحوا يشبهوننا و يملكون وجوها بشرية لا شياطين مطرودة من رحمة الله ،ينكرون جرائمهم في شعوبهم ،وكلهم يلبسون قناع الإنسانية عن رضًا من أنفسهم وضمائرهم المفقودة، و كأنهم يحاولون أن يَمِنّوا على العالم بتنازلهم للبس قناعًا لا يمثل سوى البؤساء .

في اليوم العالمي للإنسان نجد الإنسان تحت الحطام و اللاإنساني يصدح بصوته العالي يخطب فوق هذا الحطام .. هناك حيث الشام قلوبًا طاهرة راضخةً لأمر الله لا تملك قليلا من الشك ... أطفال ونساء قتلوا و فقدوا تحت أنقاض بيت كان مأواهم الوحيد .

وفي إفريقيا أطفال افترشوا الأرض مناما جانب الأم التي فقدت من حياتها الكثير لتعطيهم.. و أباء تبكي جوع أبناءها و نساء يتواثبن الواحدة تلو الأخرى ليأخذن من فتات المؤن الملغومة ...
في العراق حيث الطائفية هي السيف القاطع للرقاب الطاهرة و في الشيشان وأفغانستان حيث الموت الذي لا ينتهي .. في بقاع الارض حيث يختطف المصلين من صلاتهم ويقطعون إربا إربا ويشوون على النار كما 
النعاج .!!
ونحن ضعفنا حتى ماتت قلوبنا وصار لدعائنا ضعفه القاتل ،نحن ندعي ولا ندري هل نحن مخلصين بدعائنا ؟! أم ندعي كواجب ؟ أنسأل أنفسنا هل التزمنا كفاية ليصل دعائنا إلى السماء؟! ، أصبحنا أمة تتلهف وتلحق برامج الغناء والفجور تحت مسميات الحضارة وما نحن سوى نعاج مسيرة كيفما شاء الحاكم ويكفر بإنسانيتنا , نغني بعد الأشارة ونهتف بعد الأشارة ونحقد ونقتل بعضنا بناء على إشارة هذا المعتد بنفسه !! الإنسانية دفنت تحت التراب في أطهر بقاع الأرض وفي أقدسها فمن هذه الأرواح الطاهرة تغذت شرايينها بدمائهم و وهبتنا الشجر و أزهرت الربيع الذي لا نستحق ..

في هذا اليوم انظر حولي لأجد الإنسانية قد اغتيلت بسيارة مفخخة و هدمت قيمها مع ذلك البيت المهدم ،ونحرت بسكين قاتل افترس رقبة طفل من داريا ... الإنسانية تبرأت منا ... ننظر ولا نفعل شيئا وصارت دموعنا كدموع التماسيح تسيل وننسى كأن شيئًا لم يكن ونعود أدراج حياتنا بلا هدف ومن ثم نكمل إنسانيتنا بالنظر لصور الشهداء مجددًا ،هكذا نستمر حتى نشعر أننا أحياء لتمسح... فلا تقولوا اليوم العالمي للإنسانية بل قولوا اليوم العالمي لدفن إنسانيتنا و الاعتراف بانتقاصنا لهذه الصفة.

وما يحدث الآن من أحداث ما هو إلا تجريدا للحياة من كل إنساني على وجه الأرض

ليست هناك تعليقات: