نقش شعري على يد الطفولة المرتعشة في بلاد الشام..
كبير وإن كان طفلا صغيرا - -لأن الشهيد يظل كبيرا
لقد صار حمزة رمزا جميلا - - وجلاده صار رمزا حقيرا
وأمسى على الظالمين جحيما - - سيشوي الوجوه ويشوي الصدورا
أرى حمزة اليوم وجها مضيئا - - وأسمع منه سؤالا خطيرا
؟أترعى الطفولة في كل أرض - - وفي الشام تلقى العدو المبيرا
أرى الشام ترسم لوحة حب - - لحمزة، تذرف دمعا غزيرا

الجمعة، 7 ديسمبر 2012

ليلة في الجحيم ..الجزء الثالث



تكاثفت الغيوم في السماء منبأة بهطول المطر , كانت تسيرُ بمحاذاة الطريق ولم تبالي  لطمعها بهذا المطر لعل وعسى أن ينزل ليُطهر روحها وقلبها من أثار تلك الليلة الفضيعة التي عاشتها مع من تحب بين أقبية المعتقلات .

لم تسمع عنه او منه أي خبر منذ  أسابيع , هل ما زال على قيد الحياة أم أنه مات في ساعة فراقها له ؟ فقد كانت دماءه تملأ المكان وهو ساكن لا يتحرك ...بكت و هطلت دموعها على خدها كالمطر , ولكن من سيعير إنتباهه لحرقة دموعها ؟ فأن المطر يخدع الناس فتجدك تسير بينهم بين نحيب وهطول للأمطارِ على خدك وهم يظنوك تستمتع بالمطر !!

تذكرت جدُها المجاهد الذي ضحى بحياته لأجل وطنٍ  ظن أنه سيصبح حرا في يوم ما ولكن الحرية لا تكون من الإحتلال الغاشم قبل أن تكون من جلاد الوطن !!
قررت أن تمر على قبره لعلها تستمد منه شيئا من الصبر والجلد , القبرُ بعيدٌ فأن مقبرةِ الشهداء ليست بقريبة من البلدة , ففكرت اذا هذا هو القصد أن لا نزورهم عند انكسارنا..!! لكي لا يمنحونا شيئا من قوتهم ؟ كرموهم بأرضٍ شاسعة لكي يبعدوهم عن من يحتاج لوجودهم بينهم أبعدوهم عن شعب يحتاج لكسرِ القيود وأن لا يستكين !!

تذكرت مقولته عندما كانا جالسين في عتمة الحي فقال لها أترين هذا الظلام ؟ أتشعرينه؟ إنه لا يساوي شيئا بالنسبه للظلام الذي يعم الحقيق , قطعوا كل سبل الانارة لكي نحن الشعب أن لا نعلم حقيقة وجودهم !!

تكلف بأن يوفر شمعة ثمنها حياته لكي ينير الطريق أمام عينيه و يرى الحقيقه على حقيقتها دون أي ظلام !! أي ثمن دفعت يا صديق الطفولة؟!  واي ثمن سأدفع من بعدك؟!

جلست على حافة قبر جدها المناضل تبكي وتشكي ظلما وقع على من خلقت من ظلعه ولكن أي ظلم يسقط عليه ؟ إنه ظلم من أخٍ له يشاركه الوطن يشاركه الاخوة التي وهبت كرحمة لبني البشر , و أي رحمة في تلك الظلمات ؟ إنها رحمةٍ منقوصةِ الجنحان وقد قلع قلبها من صدرها ليقطع ويرمى للذئاب ...!!

نادت الله ترجوه الرحمه فما زالت تعاني من الآم تلك الليلة المشؤومة , وما زالت صورة  وجهه الدامي  في خاطرها مؤلمه وكأنها السكين .. 

كم من مظلوم يقضي لياليه وحيدا مع الألم والشوق في سجون الاحتلال ؟  اليوم يا جدي أصبحنا نتألم على أبناءنا الذين يعانون في سجون الأوطان , أصبح الوطن يبدع في سجن حرياتنا بل ينافس سجون الاحتلال .. أتذكر يا جدي؟؟! عندما قلت لي بأنكم كنتم تقبلون أقدام المعتقلين بأسم الوطن ؟ أقدام من ومن سنقبل اليوم يا جدي فأصبح معتقلينا في كل مكان و في كل غرفِ التعذيب يعانون ويعانون بغي العدا وبغي الاخ المغرور ...!

غادرت مقبرة الشهداء وهي تودع صمود الرجال في زمنٍ كان للرجال جذورٌ كالاشجار تُغرسُ في هذا الوطن لتعيد له زهوه و جماله وهو يتوج بتاج الحرية ... نظرت خلفها ودموعها تغادرها مرة أخرى ولكن هذه المرة على وطن فقد من أبناءه ما فقد وما زال يفقد منهم الكثير في سرية تامه دون علم أبناءه الصامتين الخانعين الذين لا يعلمون تحت أي ذل  يعيشون , فكيف لهم أن يعلموا وهم ما زالوا لا يملكون شمعة المعرفه التي أنارها لها الصديق قبل عدة ايام ؟؟!! 





ليست هناك تعليقات: