نقش شعري على يد الطفولة المرتعشة في بلاد الشام..
كبير وإن كان طفلا صغيرا - -لأن الشهيد يظل كبيرا
لقد صار حمزة رمزا جميلا - - وجلاده صار رمزا حقيرا
وأمسى على الظالمين جحيما - - سيشوي الوجوه ويشوي الصدورا
أرى حمزة اليوم وجها مضيئا - - وأسمع منه سؤالا خطيرا
؟أترعى الطفولة في كل أرض - - وفي الشام تلقى العدو المبيرا
أرى الشام ترسم لوحة حب - - لحمزة، تذرف دمعا غزيرا

الخميس، 22 نوفمبر 2012

خاطره....



كنا صغارا وكانت أحلامنا وأمنياتنا صغيره كصغر قلوبنا التي ما سارت الحياة إلا وكبرت حتى صارت ثقلا كبيرا علينا , وعندما كانت تحلق الطائرات من فوق رؤؤسنا نصرخ عل’ من في الطائرة يسمعنا , نركض ونركض في الشوارع وكأننا نحلق معها و ما ندري إلى أين تتجه هذه الطائرة .
كنت في ذاك الوقت اعرف إن وطني هو الشارع الذي نلعب فيه و شجرة التين التي نبني عليها بيتنا في بيت جدي كان سطحنا يعبر عن طفولة غابت عن الوجود عبر سنين عمرنا. كنا نجلس حول جدتي لتحدثنا عن حرب الفدائيين, أي حرب مخزيه هذه  و قد سطرت في تاريخنا؟ 
كانت جدتي تكلمنا وكلها حسرة وألم وكأنها بمليون مثقف عربي , كانت تتحدث بعواطف أم حقيقية ام ورثت أمومتها من ارض وطني , ليتني كنت أدرك آنذاك  أن وطني هو اكبر من ذلك الشارع , و فروعه تملأ الأرض بكل اتجاه , ليتني ركضت في شوارع وطني كلها!! , و لكن الطفولة ذهبت وذهبت براءتي معها .

الآن أصبحنا عندما نتكلم عن الوطن يجب أن نحدد أهدافنا ورغباتنا من هذا الوطن وكأننا اخترناه برغباتنا الدنيوية , يا بني البشر ألا تعلمون أن وطنكم جرى في عروقكم قبل أن يصل الى قلبكم ؟ فلن تستطيعوا أن تفصلوا هذا الوطن عن أرواحكم ولن تستطيعوا أن تقطعوا طرقه لتقسموه بين بعضكم , قطعوا شرايينكم إن استطعت وتقاسموها؟ !!

عندما يقول الشاعر سأوهب روحي لك يا وطني , ما قالها عبثا ولا قالها بغية شهرة كما يظن الجاهل , الكلمة لا تخرج إلا من جرح عميق فما بالك ببيت شعر تبكيه العيون؟؟ 

وها هنا اسطر وطني بين الحروف عله يشفي جرحي النازف , لكن هيهات أن يوقف نزيف قلبي الصامد كشجرةٍ في وطني تقف شامختا رغم أغصانها المكسرة , هنا يا وطني أكتبك دمعتا على خدي و أرسمك شجرتا تقاوم الريح , هنا أسطرك شعرا لعل الشعر يحررنا في يوم ما !!

ليست هناك تعليقات: