نقش شعري على يد الطفولة المرتعشة في بلاد الشام..
كبير وإن كان طفلا صغيرا - -لأن الشهيد يظل كبيرا
لقد صار حمزة رمزا جميلا - - وجلاده صار رمزا حقيرا
وأمسى على الظالمين جحيما - - سيشوي الوجوه ويشوي الصدورا
أرى حمزة اليوم وجها مضيئا - - وأسمع منه سؤالا خطيرا
؟أترعى الطفولة في كل أرض - - وفي الشام تلقى العدو المبيرا
أرى الشام ترسم لوحة حب - - لحمزة، تذرف دمعا غزيرا

السبت، 17 نوفمبر 2012

ليلة في الجحيم .... الجزء الثاني



في الصباح التالي أستيقظ على صوت الباب يُفتح ،وهمس أقدامٍ تمشي بانتظام, فأدرك أنه ليس وحيدًا في تلك العتمة، وهناك من يشاركه جحيم الظلام , لم يُفتح باب زنزانته فقد كان ممنوعًاا عن كل شيء يتسم بملامسة الروح الإنسانيه إلا أنه سمع صوتاً خافتًا يقول له : إصبر خيو !!
توقف شعر رأسه و أخذت تجول في رأسه تساؤلاتٍ كثيرة , من هذا؟ وكيف يعرفني؟؟ كيف وكيف؟

لا يعرف أن الظلام يوقظ حواسه الصامتة فتصبح كالمنجمين يفسرون كل نفسٍ حولنا. 

في ذلك اليوم شعر بألم في جسده يتغلغل إلى أعماق نفسه، فاليوم أوجاعهُ الروحية والجسدية تتوحد دون أي إستئذان , وقلبهُ يعتصرُ ألمًا و يبكي بصمتِ وخشوعِ الرجال، فما زال للرجولةِ وجودٍ في نفسه وما زال العربي في داخلهِ يقاوم الذل والهوان.

عتمةُ السجنِ و رائحةُ الجوِ تذكرهُ بأنه في الجحيم ،وأصواتٌ لا تُفسر ..هل هي أصوات صراخ أم أصوات بكاء ؟! , وهل للبكاء تبريرُ هنا؟ يتسائل .. هل يعني بكائي ضعفًا؟ إنني أبكي الحبيبة ،وأبكي الأرض، وأبكي حريتي فهل بكائي عارًا؟!
أنتم يا من أبكيتم رجولتي ألا خسئتم ،فسيأتي اليوم الذي تلعقون فيه حذائي لتسرقوا مني لحظة من عمركم , يا الله إرحم قلبي المعذب وأنره بنورك وألهمه الصبر على مبتلاه , رفع رأسه إلى السماء القاتمة التي لا لون لها غير الظلام ،وهو يعلم بأن نور الله سيخترق الأسوار والجدران سينير عتمته و يخترق قلبه يطمئنه على وطن أمره بيد الله !!

مرة أخرى،

فُتح شق من الباب لتطل عيون وكأنها الجمر و يرافقها صوت يسأل : بدك تاكل؟ 
-
أي طعام سأشتهي هنا؟ فإن جوعي هو جوع روحي للقاء حريتي ،إن جوعي لصلاتي ولقاء وجه ربي , 
-
صلاة شو؟ الصلاه هون ممنوعه سامع ولاه؟ 
-
لست انت من تمنع صلاتي , فهناك رب في السماء يقرأ قلبي وقلوبنا جميعا 
-
فصرخ صوت وكأنه الزعيق : شكلك مش ناوي تمشي اليوم على خير ولاه !!
فعاد لصمته و حُرم من الطعام طوال اليوم , ولكنه كان يعلم سر ما يقول فإن الصلاة ما هي إلا صلاة قلوب , و مهما حاولتم أن تخطفوا حريتي فإن الله يفتح لي السماوات كلها للقاء وجهه .

لم يكن يدرك بأن للظلام تأثير قوي على الخشوع ،فأصبح كالصوفي ينسى من حوله و يتجرد من كل جوارحه ليلقى وجه ربه و يغوص في روحه , أصبح للخشوع طعم الدموع و رجفة المحموم و ضعف الطفل الصغير , أصبح للقلب دقات أسرع و للجلد ملمس الحنان فهناك من يعطف على روحه الضعيفة، هناك يد تمسح رأسه وكأنها يد الأم الحنون , هناك همسات تملأ أذنيه وكأنها صوت الحبيبه الراضية المرضية. 

هناك في الخشوع كل الدنيا وكل جوارح الإنسان الخارقة التي تطير في سماء العزة و تطوف حول الكعبة الآف المرات , هناك ابتسامة رسولنا الكريم تبعث الطمأنينة, و تمد يدا لتسقي روحه العطشى هناك كل ما تشتاق وتشتهي , هناك الرضا ثم الرضا .

كان يوم اللقاء الأول مع الله و سيبدأ من هنا مشوااره الطويل في الصبر والجلد .....


لقراءة الجزء الاول :
http://hebasea.blogspot.com/2012/11/blog-post_11.html

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

وسيبقى باب الله مفتوحا ليبعث تلك الروحانيات لتقوي نفس ذاك السجين وتضعف ذاك الجلاد