عندما تترنحُ الذاكرة تستفيق الذكريات المؤلمة لتعيدَ لحركة الارض دورانها , أيُ
دوران؟ إنه الدوران العكسي على محورِ الحياة المؤلم , تعودُ ذاكرتي الى ذاك
الطريق المعبد بلألآم و الحرمان المرصوف بحجارة قد تعثرتُ بها ونزفت قدماي حد
الألم ..
عندما تترنحُ الذاكرة تستحضرُ روائح قد أخذتها الريح بلا رجعة , لكن أشباحها
تعود لتعيد الغثيان الى قلبي الحزين ..
عندما تترنح الذاكرة تشخص العيون لتناظر صورا مزقتها الأيام على حافة الذكريات
فعادت الريح لتجمعها وكأنها البارحة ..
هي ذاكرتي ألمي و شفائي في آنٍ واحد هي السطور التي أسطرها كي تستشف منها
القلوب المتعبة
هي عودتنا لماضٍ أحببناه رغم وجعه و تمنينا لو أنه بقي على حاله فبالذكرى نجد
أن ما يذهب لا يعود بل يذهب ويأتي بما هو أعظم منه ألما .. لكننا صابرين و
نقف على أطلال ذكرانا التي عشنا والتي نعيش ...
تمر أطيافهم تناظرنا ونناظرهم تدعونا نبكيهم , تتمنانا معهم ونتمنى لو انهم لم
يذهبوا
.
هي أطيافهم التي أحببناها يوما فأصبح الحبُ مجردَ ذكرى ..
ليتَ الحب يعيدهم ليتَ النداء يلمسُ طيفهم فيعيد الى روحنا الطمأنينة ونرتشف
القبلات حتى نرتوي , ليتنا لم نودعهم ليتنا لم نفارق أجسادهم فالأرواح لا تكفي
والأحلام لا تروي ..
ذهبوا مبتسمين مع غصةٍ في القلب , كانت أصواتهم تجهشُ بالبكاء الصامت
سمعناهم بقلوبنا و لمسناهم بعيوننا , تمنينا أن نسرق هذا الألم منهم لكن ألمهم
كان أعظم من أجسادنا الدنيوية , وهم أقدس من وجودنا الدنيوي ..
ليتني حفنةً من ترابٍ يغطي أجسادهم الطاهرة ليتني زنبقةً تنبتُ على كفِ واحدٍ منهم
, ليتني غيمةً تروي الأرض التي تحضنهم أو شجرةً تظلهم بظلها .. يا أقدس
الكائنات الى روحي فالتهنأوا بغفوتكم و لأرتشف من الدنيا مرارة الانتظار ...
إهداء لروح أخي الملاك الصغير ❤