نقش شعري على يد الطفولة المرتعشة في بلاد الشام..
كبير وإن كان طفلا صغيرا - -لأن الشهيد يظل كبيرا
لقد صار حمزة رمزا جميلا - - وجلاده صار رمزا حقيرا
وأمسى على الظالمين جحيما - - سيشوي الوجوه ويشوي الصدورا
أرى حمزة اليوم وجها مضيئا - - وأسمع منه سؤالا خطيرا
؟أترعى الطفولة في كل أرض - - وفي الشام تلقى العدو المبيرا
أرى الشام ترسم لوحة حب - - لحمزة، تذرف دمعا غزيرا

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

ما هو الوطن ؟؟!! ....




سألت كثيرين هذا السؤال : ما هو الوطن؟؟!! اذهلتني اجاباتهم ولكن ما اذهلني اكثر هو جهلهم للوطن جهلهم لذاك الحب الدفين الذي يغرس جذوره اكثر فاكثر في قلوبنا , صدمت عندما قال لي احد الاشخاص :إنه ما احمله على جواز سفري!! 
هل معقول ان يكون وطنك مجرد احرف نقشت على بطاقة شخصية تحدد جنسيتك؟! لقد كسرنا من قبل  سايكس و بيكو ؟؟!! 

ردت صديقه : ان الوطن هو الامان هو الارض التي توفر لي الامن والامان , حسنا صديقتي فأذا اهل فلسطين ليسوا في وطنهم و خصوصا اطفال غزه انهم في وطن يقتلهم الا تعتقدين بأن اجابتك قد ظلمت وطنك ؟ الا تظنين بأنك غرستي سكينا قاتلة في قلب اذا ذاك الوطن؟ عزيزتي ان كنت ستؤنبين وطنك على انعدام الامن والامان فاذا انتِ تتجردين من كل حب وجد بالفطره في قلبك الصغير!! 

وطني ؟؟!! اي ارض انت يا وطني ؟ اي تراب تملك حتى يجعلك في هذه القدسيه؟؟! اي رائحة تملك , بأي انامل غرس ياسمينك وبأي دموع ارتوى ؟ وطني الحبيب سألت وسألت , طفت في نظري فلم اجد لك حدود ولم اجد لك اي منازع ففي كل ارض وجدت لي قلبا ينبض وعلى كل جوازٍ سالت دموعي , أحبي حبا من طرف واحد؟ 
 أعلم لن تجيبني ولن تستطيع على دلك   فقد كمموا فمك ومنعوك من الحراك ,كبلوا يديك كي لا تحضنني و اغمضوا عينيك كي لا تتبع سنين حياتي , يا معشوقي حرموني منك وما استطاعوا , ابكوك وما اعطوك منديلا , قطعوا شرايينك فتخثر دمك محاولا انقاذك وما زال ,
اين جروحك كي اوقف نزيفها ؟ ما عدت اقدر ان اصل لجميع تلك الجروح .

تساءل كثيرون من عشاقك : اين انت؟ ومن تكون؟ وكيف هو شكلك  واي رائحة تملك ؟ ولكنهم ما وصلوا للاجابه ,فمات معظمهم وهم يبكون المجهول ويعشقون خيال الحبيبة التي طار وشاحها حتى لامس وجههم فاستنشقوا ما استطاعوا من رائحتها هكذا انت يا وطن شممنا ريحتك وما شممناها ورأيناك وما رأينا تفاصيلك ولا علمنا تضاريسك , كثيرون هم من سجدوا لله طمعا بأن يوصلهم لبرك ولكن المنفى كان نصيبهم  ,كثيرون من تمنوا ان يدفنوا بتراب وطنهم ويسقون بأنهاره ولكنهم ماتوا و ما دفنوا فقد طارت ارواحهم لتصل حدودا لا يعلمها الا الله دون ان يودعوا الوطن .

وطني انت ما اقرأك في الكتب و ما اسمعه من اناشيد و ما اغنيك موطني موطني .....
انت من رأيتك بعين كل أم و شعرتك بقلب كل عاشق!!..., 
انت من تسقط على وجهي بشكل  قطرات المطر!!...,
انت شمسي في النهار وقمري في الليل!! 
وكما قال مجنون ليلى يكفي ان النجوم تضيئك ليلا...,   
 لا استطيع ان اختصرك بجواز سفر ولا في حدود رسمت على ورق ,او ان  اقول عنك انت من تحميني فالاولى ان احميك وافديك بروحي وليس العكس .
انت  وطني من تساوي كل دماء الشهداء كل من ضحوا لاجلك, فأينما وجدت قطرة دم نزفت من شهيد انت وطني!! 
 انت مبتغاي فلن انتمي الا لوطني, لمن خلقت لاجله وخلق لاجلي

يا وطني : لك مني احر مشاعر الاشتياق فأنا اشتاقك كأشتياق الطفل لحضن امه وكأشتياق العاشق ل معشوقه

انا اعشقك ياوطني اعشقك عشقا لن يفهمه احد سواك:(  


هناك تعليق واحد:

معتز الزعبي يقول...

ان فكرة الوطن فكرة نسبية تختلف باختلاف معتنقها.. فصصاحب الفكر الديني يعتبر المكان الذي يؤمن له العبادة بحرية هو وطنه .. وخير مثال على ذلك هجرة الرسول الكريم الى المدينة واعتباره وطنه .. دون التاسف على مكة.. وصاحب الفكر المالي يعتبر ان ماله هو وطنه يعيش به كيفما شاء ويذهب الى كل الارجاء.. اما من كان تفكيره علميا .. فوطنه في عقله .. يصنع من خياله وطنا كبيرا اذا شاء .. او زاوية صغيرة في غرفه مجهولة.. ومن كان عاشقا فوطنه يتجسد بمحبوبته.. لم تكن التضاريس يوما وطنا.. ولن تكون .. فهناك فرق بين الوطن ومسقط الرأس.. اما انا فوطني هو الكون .. فقد جعلت خليفة فيه .. اجوبه كما اشاء .. فأسال الله ان يرزق من لم يجد وطنا.. وطنا يحتضنه