في زاويتي تجلس طفولتي وكأنها دميةا وضعت على عجل , في تلك الزاويه في اقصى الغرفه ذكريات طفولة اكتملت بوعي وادراك اكبر من سني ..في تلك الزاوية ذرفتُ دموع الطفولة المجبولة بأهات قلب كبر دون ان يدرك وكأنه رأى من ايام تجاوزت عمره وعقله .
تلك الزاوية هي حنان الامومة التي اعود اليها كل ليلة لأجدني ارفض قدوم الصباح واتمنى لو اني الغيه ..كم من ذكريات عشتها في تلك الزاوية التي تحيط بها هالة من الغموض , فمن يقف على عتبة الباب المقابل يرى الظلمة الدامسة و الجنيات ذات الاجنحة البراقه تحرسها في ليلها الوحيد .
انت يا من تخاف ظلام هذه الزاويه الا تعلم بأن هذا الظلام قدم لي اكثر مما قدمت لي اشعة الشمس المنبعثة من نافذة غرفتي ؟ هذا الظلام قدم لي السكينة من بعد يوم شاق مليء بالغصات التي ابتدع القلب في حفر القبور لها .
في هذه الزاويه كتبت سطور حياتي وما زالت تكتب .. ورسمت مستقبلي وما زلت ارسم ..حلمت وابدعت بأحلامي حتى وصلت لما بعد القمر ولامست كل معالم الخيال , هنا عشت عالمي الذي لا يشاطرني به احد ولا اسمع فيه صوتا لدخيل غير دقات قلبي و كأنها سمفونية ابدعت وصممت لي , صممت فقط لتؤنس وحدتي .
هنا فقط اجد سببا لوجودي واجد سبب تشكيلي جنينا ومن بعدها طفلا وحتى صرت على ما انا عليه الان .فهنا جميع مقتنياتي و هنا ما ارغب وما لا ارغب , هنا عالم يسعني وحدي و هنا حبي الابدي , جسدي الفاني , ولكن الاهم هنا روحي التي ستبقى تعانق هذا المكان للابد .
هناك 6 تعليقات:
جميل أن نرتبط بقوة و بشغف و الأهم روحيا ً بشيء، بفكرة
و لكن ذاك له مخاطره أيضاً!
هي مغامرة -برأيي- ، تستحق أم لا، لا أحد يعلم على وجه التحديد إلا من يخوضها ، بكليتها.
هيثم:
بالزبط بحيث ارتباطنا به يكون لسبب ما يجعلنا نوكل اليه كل مراحل حياتنا وجعله كالرف نرمي عليه اثقالنا , احيانا تجد هذا الشيء راحه لنا و شيء نعود لنرتاح ونأس به واحيانا اخرى تجده مؤججا لالامنا وذكرياتنا ولكن الخوف من ان يذهب عنا هذا الشيء لانه يمكن ان يتمثل بمكان او بجماد سيأتي يوما و يزول ......
هو يزول و لكن جزئياً / مؤقتا ً! :)
أو أظنني به يعود مختزلا ً بأشكال أخرى، قد لا ندرك كنهها و مدى ارتباطها بذاك "القديم" إلا متأخراً
هممممممممم
بلشت أشطح :)
الحق عليكِ! :)
هههههههههههه بس كلامك رائع شكرا على تعليقك الرائع :))
الشكر لإلك :)
لكل منا زاويته التي لا يشاطره فيها احد .. اعجبتني التدوينة :)
إرسال تعليق